لم تكن مشاهدة المنطاد الصيني للتجسس، بحسب الوصف الأمريكي له، الحلقة الأولى في سلسلة التعقب واستطلاع المعلومات من قبل بكين داخل الولايات المتحدة، بل سبقها حلقات طويلة آخذة في التصاعد والتطور على مدار السنوات.
فالمنطاد الذي حلق عالياً في سماء الولايات المتحدة، عابراً المجال الجوي الأمريكي، ومتنقلاً بين ولاياتها، مرتفعاً فوق مواقعها الاستراتيجية؛ بحثاً عن المعلومات والبيانات، لم يكن حالة جديدة غير مسبوقة، بل إن بكين أرسلت مراراً مناطيد للمراقبة فوق الولايات المتحدة، إلا أن الأخير بقي طويلاً على غير العادة في السماء الأمريكية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
ووفقاً لموقع "نيوز 18" الأمريكي، كان للصين سوابق في محاولة التقصي واستطلاع المعلومات والتجسس داخل الولايات المتحدة.. إليك أبرزها.
مراكز شرطة صينية
في ديسمبر من العام الماضي، أبدت الولايات المتحدة قلقها البالغ بشأن قيام الحكومة الصينية بإنشاء "مراكز شرطة" غير مصرح بها في مدن أمريكية لمتابعة عمليات التأثير المحتملة.
ووفقاً لمدير مكتب التحقيقات الاتحادي، كريستوفر راي، فإن هذه المراكز هي امتداد لجهود بكين للضغط على بعض المواطنين الصينيين أو أقاربهم في الخارج للعودة إلى الصين لمواجهة اتهامات جنائية.
كما ربطها أحد تقارير منظمة "سيفجارد ديفيندرز"، المعنية بحقوق الإنسان، بأنشطة إدارة عمل الجبهة المتحدة في الصين، وهي هيئة تابعة للحزب الشيوعي الحاكم مكلفة ببسط نفوذه والدعاية له في الخارج.
عمليات قرصنة إلكترونية
نجحت مجموعة قرصنة صينية في اختراق شبكات الكمبيوتر لست حكومات ولايات أمريكية على الأقل بين مايو 2021 وفبراير 2022، وسرقة نحو 20 مليون دولار، وفقاً لمسؤولة أمريكية.
فقد زعمت المتحدثة باسم جهاز الخدمة السرية الأمريكية، جوستين ويلان، أن قراصنة مرتبطين بالحكومة الصينية سرقوا ما لا يقل عن 20 مليون دولار من الأموال التي خصصتها الحكومة الأمريكية للإغاثة من تداعيات فيروس كورونا.
وذكرت ويلان أن القراصنة تسللوا إلى صناديق التأمين ضد البطالة وإقراض المشاريع الصغيرة في أكثر من 12 ولاية أمريكية، في حين نفت بكين ذلك الزعم.
سرقة الأسرار التجارية
في نوفمبر الماضي، حكم على ضابط مخابرات صيني بالسجن لمدة 20 عاماً بعد إدانته في عام 2021 بالتآمر لسرقة أسرار تجارية من شركات الطيران والفضاء الأمريكية والفرنسية.
وبحسب وزارة العدل الأمريكية، فإن شو يانجون استهدف شركات الطيران الأمريكية والفرنسية، وجند موظفين للسفر إلى الصين، وطلب معلومات الملكية الخاصة بهم، وكل ذلك نيابة عن حكومة الصين، التي جندته في خطة مدتها 5 سنوات لسرقة الأسرار التجارية.