تشارك في قمة العشرين وسط تحولات اقتصادية كبيرة وتسعى للإسهام المؤثر

 تجلس الفنانة الصينية هوانغ لي؛ باعتزاز أمام ما سمّته سجادة الشاي السعودية؛ حيث تقول إن موضوعها هو (الصحراء والواحة)، مضيفة: "إنها قامت بعديد من الدراسات والأبحاث في الثقافة السعودية قبل تصميمها".



السجادة تضم صحراء على شكل خريطة المملكة وبها قوافل الجمال، كما أن اللون الأخضر يرمز إلى الثقافة السعودية في الحياة مثلما هو النفط ثروة السعودية. فيما يمثل اللون الأبيض لطقم الشاي لون السعوديين المفضل، أما النخيل فهو ملك الأشجار والتمر هو الأكثر تميزاً.



تأتي المملكة العربية السعودية إلى قمة العشرين الـ 11 في هانغتشو الصينية، وهي تعيش تحولات اقتصادية لم تشهدها قبلاً في تاريخها.



كما أنها كما يقول وزير الثقافة والاعلام د. عادل الطريفي؛ لوكالة أنباء "شيخوا" الصينية: "السعودية لا تأتي لقمة مجموعة العشرين بصفتها عضواً فقط، ولكنها تسعى للإسهام بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد العالمي، وهو ما دفعها خلال الأشهر الماضية لطرح (رؤية المملكة 2030) عبر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والتي أقرّها مجلس الوزراء.



الوفد السعودي الذي يرأسه ولي ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، والذي أخذ على عاتقه ملف مستقبل الأجيال السعودية ينتظر أن يفاجئ أبرز اقتصاديي العالم بـ "رؤية طموحة" تتبنى إصلاحات واسعة للدخول في مستقبل البلد نحو عصر ما بعد النفط.



من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الشورى د. فهد بن جمعة: "السعودية مستمرة في تقدم اقتصادها النفطي وغير النفطي ليكملا بعضهما بعضا ويسهما في استمرار نمو الاقتصاد وتنويعه واستدامته لعقود قادمة، مدعوماً ببرنامج التحول الوطني في المدى المتوسط ارتباطا بـ (رؤية 2030) طويلة الأجل التي ستضيء أروقة قمة العشرين بأهدافها الاستراتيجية الطموحة، بتحسين أداء الاجهزة الحكومية ورفع كفاءتها وإنفاقها وزيادة مشاركة القطاع الخاص ومنشآته في قيادة الاقتصاد السعودي وبمشاركات استثمارية محلية وعالمية".



وحول توقعات الطرح السعودي في القمة يقول "جمعة": "من المتوقع أن يستعرض الأمير محمد (رؤية المملكة) وبرامجها مع أعضاء مجموعة العشرين في الاجتماعات الجانبية وفي القمة، مما سيثير انتباههم بسعي الحكومة السعودية إلى زيادة إيراداتها غير النفطية".



وأضاف: "تسويق (رؤية المملكة) وبرامجها وتسهيل الإجراءات سيحفزان الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة من مجموعة العشرين في مجالات تتميّز فيها المملكة بميز نسبية، تناغماً مع الأهداف الاستراتيجية لـ (رؤية 2030) نحو اقتصاد ناشئ يمهد الطريق الى المزيد من التقدم".



وزير الخارجية عادل الجبير، قال في لقاءٍ في جامعة بكين متحدثاً عن "رؤية 2030" : "الأحداث اليوم تؤثر علينا جميعاً؛ فقضية الأزمة المالية التي شهدها العالم لديها تأثيرات علينا. فعندما تشهد منطقة معينة نزاعات سياسية، يشعر العالم بأسره بها. وإذا تفشى في إفريقيا مرضٌ، قد ينتقل الفيروس إلى الشرق الأقصى. وإذا تفشى الفيروس في آسيا، قد ينتقل إلى أوروبا.. فنحن مترابطون ببعضنا بعضا ونريد ضمان مستقبل آمن مستقر ومزدهر. فأهدافنا فيما يتعلق بمجموعة العشرين مماثلة لأهداف الصين، ونريد ضمان تحقيق تنمية مستدامة".



من جهته، دعا الرئيس الصيني شي جين؛ الأربعاء الماضي، وفي أثناء لقائه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ إلى بذل جهود مشتركة مع السعودية؛ للتأكد من نجاح قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو، في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وتطوير الحوكمة العالمية.



الصين والسعودية عضوان مهمان واقتصادان صاعدان وعليهما العمل معاً لضمان قيام المجموعة بدورها جيداً كمنتدى كبير للتعاون الاقتصادي الدولي.



على صعيد خطط الإصلاح، ذكرت تقارير دولية أن المملكة عزّزت حرية تيسير التجارة العالمية عبر خمسة إجراءات تيسيرية، وذلك خلال تقرير للمنظمة العالمية تناول مسعى بعض دول مجموعة العشرين إلى اتخاذ إجراءات تهدف لتيسير التجارة.



وأشار التقرير إلى أن الرياض اتخذت خمسة إجراءات، هي: تمديد إعفاء التعريفة الجمركية على المواد الخام، والسلع نصف المصنعة، والمعدات، وقطع الغيار، من 6 إلى 12 شهراً.. هذا إضافة إلى ما تقوم به "أرامكو السعودية" من جهود ومشاريع لخفض انبعاثات الكربون والبحث عن بدائل متنوعة؛ بجانب ما تسعى إليه من طموحات كبيرة في مجال الإصلاحات وفقاً لـ "رؤية 2030".