• ×

07:22 صباحًا , الجمعة 10 مايو 2024

بعد تقويض إعلانها والحد من انتشارها..مشروبات الطاقة تنتظر إيقاف بيعها والافلاس

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 من المستغرب أن يعي الإنسان لخطورة شيء ويستمر باستخدامه وشربه دون الاكتراث والاهتمام للكم الهائل من التحذيرات التي تدور حوله, فبالآونة الأخير زادت نسبة تناول مشروبات الطاقة وباتت المشروب المفضل لدى فئة الشباب والمراهقين, وهنا لانستثني الفتيات التي انغرّت بفوائدها الوهمية وترويجها التجاري.
وينخدع الشباب بالفوائد الوهمية التي تعلن عنها وتمثلها بأنها مشروب الأبطال والقوة والطاقة البدنية والرياضيين, وكلما زادت التحذيرات عنها ارتفعت نسبة الإعلانات المروجة لها كنوع من المنافسة بين الترغيب والترهيب.
وكانت صحيفة قد نشرت عن خطر مشروبات الطاقة وتوعية المجتمع بها ولم يمض سوى بضع أيام عن نشر صحيفة لتقرير كامل عن مخاطرها وضرورة منع الإعلان عنها حتى يأتي قرار حظر إعلانها.
ومن جهته حظر مجلس الوزراء في آخر جلسة له يوم الاثنين الإعلان عن أي مشروب طاقة أو القيام بالحملات الدعائية أو الترويجية له بأي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية ، أو أي وسيلة أخرى, وحظر توزيع مشروبات الطاقة مجاناً على المستهلكين بجميع الشرائح العمرية.
إضافة إلى ذلك أكد بمنع شركات مشروبات الطاقة ووكلائها وموزعيها ومسوقيها القيام برعاية أي مناسبة رياضية أو اجتماعية أو ثقافية ، أو القيام بأي عمل يؤدي إلى الترويج لها, وألزم أصحاب المصانع والمستوردين لمشروبات الطاقة بكتابة نص – على عبوة مشروب الطاقة باللغتين العربية والإنجليزية – يحذّر من الآثار الضارة لمشروبات الطاقة
والأمر الأغرب والأهم أن مشروبات الطاقة لاتعطي الطاقة, وهو مايجهله أغلب الأشخاص الذين اعتادوا على شربها, ولكن نسبة الكافيين والسكر العالية الموجودة فيها تجعلها من المواد المنبهة وهو مايخدع شاربها بأنه حصل على نشاط نتيجة شرب عبوة منها وسرعان ماينتهي مفعولها ويشعر الشخص بالوهن وحاجته إلى شرب المزيد لتمده بالطاقة ظناً منه.
وتضع بعض الشركات تحذيرات على العبوة مثل عدم شربها من قبل مرضى ضغط الدم ، ومرضى القلب والشرايين ، والحوامل ، والاطفال دون سن الثامنة عشرة ، ومرضى السكري ، وعدم شرب أكثر من عبوتين يومياً.
ويبقى الشباب هو محور الإعلانات والترويج لها التي باتت تعطي فكرة بأن مشروبات الطاقة تمدهم بالنشاط والحيوية والقوة والاثارة والمتعة والتشويق ، وربطها بطريقة خفية على انها تزيد من القدرة البدنية عند الشباب والفتيات.
وتكتفي بعض الشركات بوضع فوائدها الوهمية وجعلها مشروب سحري يمد بالطاقة الجنسية والقوة البدنية حتى وصل الأمر لبعضها بتشبيه مفعولها “بالطيران” , وذلك مايخدع العديد من فئة الشباب والمراهقين.
وتحتوي هذه المشروبات على مادة الكافين ، والتورين ، واعشاب الجنسينج ، والجوران ، وعدة فيتامينات ، مثل فيتامين B بنسبة عالية تصل الى 200% من احتياجات الانسان اليومية وهو مايعتبر بالأمر الضار جداً ، بالاضافة الى ذلك فهي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر الذي يساعد على زيادة السمنة ومجموعة من الامراض الاخرى.
مختصون يحذرون ويشرحون مخاطرها..
وصف العديد من المختصون هذه المشروبات بالقنبلة الموقوتة, محذرين من مخاطرها على جميع أطياف البشر من شباب ومراهقين وحوامل ,مؤكدين بأن فوائدها لاتتعدى نسب ضئيلة مقارنةً مع ماتسببه من مضار.
وفي بحوث سابقة عدة أوضح الدكتور مدحت الشافعي أستاذ أمراض الباطنة والمناعة أن هذه المشروبات تسبب السمنة لاحتوائها علي ماء الكربونات والسكر والجلوكوز سريع الاحتراق‏,‏ كما تتمثل خطورتها في الاحتواء علي الملونات ومكسبات الطعم الصناعية الخطيرة‏,‏ وهي في نفس الوقت مسببة لإدرار البول بشدة ينتج عنها جفاف الجسم خاصة لدي كبار السن‏,‏ حيث لايحس الانسان بالعطش إلا بعد فقده‏ 5‏ لترات من السوائل.
وأكد الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي أن اعتماد الجسم علي أي مواد منبهة أو منشطة صناعية يسبب حالة إدمان تصل إلي تدمير الجهاز العصبي‏,‏ ولابد من تدوين جميع المعلومات عن محتوي مشروبات الطاقة علي العبوة مع التحذير من مخاطر سوء الاستخدام‏,‏ وتحديد الحد الآمن المسموح بتناوله يومياً وتحذير مرضي الكبد والسكر‏,‏ وذلك عن طريق جهات علمية متخصصة‏.
وأكدت دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية أن مركب تورين الموجود في مشروبات الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبي لدى الإنسان ,ومن بين الاضرار التي يسببها ارتفاع مادة الكافيين في تلك المشروبات على المراهقين والأطفال ازدياد نبضات القلب عن المعدل الطبيعي، حيث تصل أحيانا إلى 150 نبضة في الدقيقة، إضافة إلى زيادة تدفق الدم للعضلات حيث تصل نسبة الكافيين إلى20 ضعفا عما هو موجود في المشروبات الغازية وترتفع نسبة الكافيين المخدر لتصل أحياناً إلى 80 مل جرام في علبة بحجم 100 مل جرام وهذه نسبة مخيفة، إلا أن بعض الشركات لا تذكرها على منتجاتها حتى لا تؤثر على حجم المبيعات, حيث أن المثابرة على تناول مشروبات الطاقة المشبعة بالكافيين تتسبب في حالة من الادمان وحدوث اضطرابات نفسية نتيجة نقص هذه المادة في حال توقف الشخص عن تناول تلك المشروبات ,كما تتسبب مادة الكافيين في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الجسم ما يؤدي الى حصول نزيف في الانف.
وتضيف الدراسة أن زيادة التبول تعد من أكثر المشاكل التي تسببها مادة الكافيين نتيجة تعامل جسم الإنسان مع هذه المادة على أنها مادة سامة يتوجب التخلص منها عن طريق التبول فبذلك يخسر الجسم كميات كبيرة من السوائل ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.
ويستغرب البعض عندما يسمع عن “إدمان” لمشروبات الطاقة,فمن المعتاد بأن الإدمان يكون على المخدرات والمشروبات الكحولية والتدخين, إلا أن مشروبات الطاقة دخلت معهم في قائمة الإدمان الذي يؤدي أحيانا إلى حدوث الموت المفاجئ.
وبحادثة ليست بعيدة بعد تناول شاب كويتي لثلاث علب من مشروب الطاقة لفظ انفاسه الأخيرة أمام زميله الذي اتصل بغرفة عمليات وزارة الداخلية طالباً النجدة وهو يشاهد صديقة يسقط أمامه دون حراك بسببها وعند سؤاله عن الحادثة أجاب بأن المتوفي اشترى 3علب من مشروب الطاقة وتناولها دفعة واحدة ثم بعد فترة قصيرة سقط دون حراك وتوفي بساعتها.
ونشرت ccn حادثة وفاة مواطن سعودي في سبتمر 2013م التي تحدثت بأن مواطن يبلغ من العمر 30 عاماً توفي بسبب تناوله 5 عبوات متتالية من مشروب الطاقة الذي أودى بحياته بعدها فوراً.
وبسياق متصل أكد الدكتور عبدالعزيز العثمان الأستاذ المساعد للتغذية الإكلينيكية في كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود في تصريحات سابقة أن هناك أضراراً كبيرة تلحق بمن يتناول مشروبات الطاقة مقارنة بمنافعها
وبين بأن الكافيين مادة مخدرة تسبب نوعاً من الإدمان ،وعلبة واحدة من تلك المشروبات تعادل شرب كمية كبيرة من القهوة، لكنها تعطي نوعاً من النشوة وهذا ما يجعل الشباب يشربونها ليسهروا عند الامتحانات مثلاً، وقد أوصت الهيئات الطبية بمنع من كان عمره أقل من 18 سنة من شربها وهو ما أقرت به إحدى الشركات ولكنها بررت أن المنع سيزيد إقبال الأطفال وصغار الشباب عليها حسب قول “كل ممنوع مرغوب”,موضحاً خطرها على الحامل التي تتناول أكثر من 100ملج كافيين في اليوم فإن ذلك يؤدي إلى الإجهاض، و معدل احتواء تلك المشروبات 80 ملجم للعلبة.
ومن جهتها قامت وزارة الصحة بدراسة الموضوع وتأثيراته الصحية على المستهلك وقد شكلت لجنة من وزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة والهيئة السعودية للغذاء والدواء لوضع المعايير الصحية لحفظ صحة المستهلك. وقد أولت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO) والهيئة السعودية للغذاء والدواء(SFDA) اهتماماً بالغاً بهذا الموضوع.
وقامت الإدارة العامة للتغذية بالتوعية والتحذير من مخاطر مشروبات الطاقة من خلال كتابة مقالات علمية ونشرها وإلقاء محاضرة عن مخاطر مشروبات الطاقة والمشاركة والإفادة بالرأي مع الجهات ذات الاختصاص ” الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة” (SASO) في إصدار المواصفة القياسية الخليجية “اشتراطات تداول مشروبات الطاقة “.
ويأمل مختصون بأن تبدأ السعودية بقرار منع بيعها أسوةً بمنعها في كل من كندا وأستراليا والنرويج والدنمارك وماليزيا وتايلاند.
 0  0  217
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:22 صباحًا الجمعة 10 مايو 2024.