"الوطن" التقت عدد منهن تقول الهنوف ظاهر التي تعاني من إعاقة فكرية منذ ولادتها أنها لم تعيقها عن ممارسة الحياة وكسر الظروف لازمت والدتها منذ 20 عاماً حتى أتقنت صناعة السدو باحترافية عالية , وبقيت والدتها بالتطريز والأشكال الفنية , تمارس عملها بشكل يومي لديها الكثير من الزبائن وتشارك للمرة الثالثة بمهرجان الزيتون , الهنوف تغزل السدو وتصنع حافظات يدوية للقهوة والشاي والمأكولات , وتصنع حقائب يدوية من السدو والصوف , كما تقوم بعمل مجسمات جمالية .
وفي جناح مجاور لها تبهر مها زوار المهرجان برسوماتها التشكيلية الرائعة ولا تتمكن من الحديث ولكنها تجيد أن تشرح للزوار عن رسوماتها بالإشارة وتطلعهم على أدواتها التي تحملها معها بالجناح , كما يطلعون على مشغولاتها اليدوية وتجميلها للكاسات وخلافة , تعشق الرسم وتحاول تطوير قدراتها دون توقف وسعيدة بتنظيم معرضها الشخصي الأول بمهرجان الزيتون .
أمل ومها من ذوات الاحتياجات ايضاً لاتخلتفان كثيراً فهما مثالا آخر بالعزيمة والإصرار من خلال مشاركتهن بأجنحة المشغولات اليدوية يعرضن نجاحهن بعمل المجسمات وصناعة الحقائب وتشكيل الإكسسوارات , وغدير ريم لم تمنعهن الإعاقة من منافسة سيدات الجوف بالطهي وتقديم أشهى المأكولات التي يتسابق عليها زوار المهرجان حيث يصنعن الجريش والقرصان ويبدعن بتقديم الحلويات .
، أما مكيدة الرويلي ذات 55 عامًا ، فهي تحكي قصة كفاح مختلفة فقدت بصرها في سن السابعة من عمرها ، وبالعزيمة والإرادة قهرت ظروف العيش بعد وفاة زوجها لتؤمن حياة أبناءها الخمسة ، ولجأت مكيدة لحرفة السدو الذي تعلمت غزله من والدتها ليكون مصدر قوتها وأبنائها , ونجحت بإتقان الحرفة التي درت عليها عائد اقتصادي جيد حتى تمكنت من شراء قطيع من الأغنام .
أم عازب تقول أنها بالبدايات عانت من وخز آلة السدو ولكن بمساعدة والدتها أصبحت مبدعة فيه تغزل أنواع مختلفة وأشكال تنافس فيها المبصرات , مستخدمة "الشيصاة" التي يفوق عمرها 50 عاما حيث ورثتها من جدتها وهي عبارة عن قرن الغزال الذي يعمل على تنعيم السدو , وتشير أم عازب إلى أنها تحتاج أربعة أيام لتجهيز قطعة سدو كاملة , وتستعين بابنتها الوحيدة في إعداد الصبغات الملونة له ، لترسم من خلاله أشكال يتزايد عليها طلب الزبائن، , وتلفت لسؤالها لأبنتها عند رغبتها بصناعة شكل معين عن نوع الألوان التي أمامها بعد أن تضيف لها الصبغات ، لأبدأ بترتيبها وتصميمها ، لتنطلق بعدها على آلة السدو وتتم القطعة التي تريد العمل عليها.
الرويلي التي تقوم بالعمل على "المغزل" أمام الزوار عبرت عن سعادتها بإتاحة الفرصة لها للمشاركة في هذا المهرجان، مؤكدة أنها تتطلع إلى المشاركة في بقية المهرجانات الوطنية التي تقام خارج الجوف ، كمهرجان الجنادرية ، مقدمة شكرها لجمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية بجانب إدارة مهرجان الزيتون السابع الذين قدموا لها الدعم الكبير للمشاركة في المهرجان.
المشرف العام على الجناح المهندس عبدالعزيز الرويلي أكد أن جائزة الأميرة سارة التي خصصتها هذا العام لذوات الاحتياجات الخاصة حفزت الكثير منهن للمشاركة والكشف عن مواهبهن المختلفة , وأشار لتوقف الكثير من الزوار عند هذه الأجنحة التي حرصت اللجنة أن تكون بمقدمة المعرض والسؤال عن قدراتهن بالصناعات المختلفة وكيفية إجادتهن لحرف يدوية رغم الإعاقات المختلفة , ولفت إلى أن جائزة ذوات الاحتياجات الخاصة على ثلاث مراتب ويكون نصيب الفائزة الأولى 100 ألف ريال والثانية 40 ألف ريال والثالثة 20 ألف ريال , ويشترط للمشاركة فيها أن تكون المُشارِكة سعودية الجنسية ومن أهالي منطقة الجوف وتقيم بها , وأن يكون لدى المُشارِكة إثبات من إحدى الجهات ذات العلاقة بذوات الاحتياجات الخاصة , وأن يكون العمل من تنفيذ المُشارِكة نفسها , متميزاً وذا جودة ، وإخراجه متقناً.
