حول الكتاب:

“يشتمل الكتاب الماثل بين يدي القارئ على الترجمة العربية للمحاضرات تلك التى ألقاها الدكتور علي شريعتي على طلابه في كلية الآداب بجامعة مشهد، للعام الدراسي 1966-1967م، وهدفه من تلك المحاضرات هو إبراز الوجه الحقيقي للإسلام واستيحاء مقاصده الأصلية. ومن هنا فقد عمد في القسم الأول من الكتاب إلى إيراد الأساس العقائدي للإسلام كمذهب.
وفي القسم الثاني سلط الأضواء على جوانب وأبعاد شخصية محمد تلك التى هي تجسيد حيّ للإسلام، ذلك ولم يكتف لهذا الغرض بتحليل شخصيته نفسياً أو تصريح مزاياه الأخلاقية أوب نيته التربوية فحسب، بل تعرض لتصريح دقائق سيرته في “المدينة” تلك التى خاض فيها تجربة حياتية مكثفة ومضغوطة ومكتظة بالأحداث والعبر، ولا يخبأ أن اهتمامه بالوقائع الجزئية ما كان على النحو ذلك الذي يقوم به سائر المحققين ، من أن الغزوة الفلانية وقعت قلل الحادث الفلاني أو بعده وفي سنة كذا…
وذلك يرجع برأيه لأن هناك اختلاف بين سرد الأحداث والعمل على استخلاص كنهها وذلك دوره في ذلك الكتاب، إذ أنه يقوم باستشراف روح الواقعة والحدث التاريخي من صميم التفصيلات وجزئيات الأحداث المحتفة به، وطبيعة وشكل العلاقات القائمة بين الأفراد فيما بينهم من جهة، وبين وقائع الحدث من جهة أخرى…
وبالعودة لمضمون تلك الطبعة المترجمة من ذلك الكتاب نجد أنها جاءت منقسمة كما النص الأصلي إلى قسمين الأول يتكلم عن الإسلام كرسالة ومبادئ والثاني عن السيرة النبوية، وهذا القسم تحديثاً أتى مستفيض التفصيل وفيه استعراض سرجي لوقائع تاريخية حصلت في المدة من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى وفاته.
وبالتالي ليس في ذلك القسم شيئاً حديثاً لا يعرفه القارئ، ولهذا اعتنى المترجم بمسح أجزاء من ذلك القسم وبالتالي عدم ترجمته عن النص الأصلي، وحدد لمن يريد الاطلاع على ذلك القسم المحذوف عنوان كتاب آخر لنفس المؤلف وهو “محمد خاتم النبيين” أما المقاطع الهامة في ذلك القسم والتي لا يمكن الوقوف على مضمونها في باقي الكتب فاهتم بترجمتها كلها كمقال تعدد زوجات النبي، معرفة محمد صلى الله عليه وسلم، أخلاق وطباع محمد، المرأة في عين وقلب محمد…“