طَرَق الأبواب الشرعية ودرس بجامعة الإمام وكفَّر الدواعش وطالب بقتالهم

 للعام الثاني على التوالي اعتذر المفتي العام للسعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، عن خطبة عرفة في المشاعر المقدسة في حج هذا العام؛ وسيخطب بدلاً منه الشيخ الدكتور سعد الشثري بعد أكثر من ٣٥ عامًا من وقوف المفتي على منبر مسجد نمرة بعرفات.

و"الشثري" اسمه سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، من مواليد ١٣٨٧ هجريًّا، وهو عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ومن عائلة متدينة علمية، وكان حريصًا منكبًّا على الكتب العلمية والشرعية منذ صغره.

تعليمه
أكمل "الشثري" دراسته الجامعية في كلية الشريعة بالرياض، ثم واصل الماجستير، وأعد رسالته فيها بعنوان "التفريق بين الأصول والفروع"، ثم أكمل دراسته الدكتوراه بعنوان "القطع والظن عند الأصوليين" عام ١٤١٧هـ، ونال الدكتوراه في أصول الفقه مع حفظ القرآن. بعدها عُيِّن أستاذًا مساعدًا، ثم أستاذًا مشاركًا في جامعة الملك سعود، كما درس في جامعة المعرفة العالمية لمقررات المدخل لعلوم الحديث الشريف وفقه الأسرة.

وفي عام ١٤٢٦هـ صدر الأمر السامي الكريم بتعيينه عضوًا بهيئة كبار العلماء وعضوًا باللجنة الدائمة للإفتاء، ثم أُعفي، وعاد مرة أخرى إلى منصبه في العام المنصرم.

تزكيات علمية
حصل "الشثري" على تزكيات علمية من العديد من العلماء، كالشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ عبد العزيز الراجحي، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الله البراك، وغيرهم. كما حصل على العديد من الإجازات العلمية في رواية كتب السنة من عدد من العلماء، كالشيخ عبد الله العقيل.

تتلمذ الشيخ "الشثري" على يد عدد من العلماء والمشايخ الفضلاء، وتأثر بهم تأثرًا، ساهم في تكوين شخصيته وتوجهه العلمي، وكان من أبرزهم: الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام لهيئة البحوث العلمية والإفتاء، والشيخ صالح الأطرم، والشيخ أحمد بن علي سير المباركي عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ الأصولي عبد الله بن غديان –رحمه الله - الذي درس عليه أصول الفقه والقواعد الفقهية، كما تأثر بوالده الشيخ ناصر بن عبد العزيز بن محمد الشثري.

السيرة الوظيفية
عمل الشيخ الشثري معيدًا بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام ١٤٠٩، ومحاضرًا بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام ١٤١٤، وأستاذًا مساعدًا بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام ١٤١٨، وأستاذًا مشاركًا بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام ١٤٢٢، وعضو هيئة كبار العلماء بالمرتبة الممتازة لعامين، ثم أُعفي وعاد مرة أخرى، وعضو هيئة التدريس بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود ١٤٣٤هـ

مؤلفاته
للشيخ الشثري مخزون وافر من المؤلفات والرسائل العلمية والكتب، وهي كثيرة ومتنوعة في العقيدة والحديث والفقه والأصول والأخلاق وغيرها. ومن أبرزها المسابقات في الشريعة الإسلامية والتقليد وأحكامه في الشريعة، وعقد الإيجار المنتهي بالتمليك.

مشاركاته العلمية
تنقَّل الشثري في كثير من المجالات العلمية بين التدريس والإشراف على الرسائل العلمية ومناقشتها والتحكيم والمشاركة في المؤتمرات، إضافة إلى عدد كبير من المشاركات الإعلامية والدروس والمحاضرات. ومن تلك المشاركات: التدريس بجامعة الإمام للمقررات الآتية: (أصول الفقه – مقاصد الشريعة – القواعد الفقهية) في كليات الشريعة وأصول الدين والدعوة، والتدريس بجامعة الملك سعود للمقررات (مصادر الأحكام - فقه الأسرة- المعاملات المالية- القواعد الفقهية- المواريث والوصايا والوقف، فقه الجنايات). كذلك درس في جامعة المعرفة العالمية (مدخل علوم الحديث، فقه العبادات، فقه الأسرة، فقه الجهاد والأطعمة، فقه النوازل، قواعد التفسير والتفسير الفقهي).

مواقفه من التنظيمات المتطرفة
عد الشيخ الشثري تنظيم "داعش" من الملاحدة والزنادقة، وأكد أنه من قُتل منهم ليس بشهيد، بل سيذهب إلى جهنم وبئس المصير، وفقًا لمدلول النصوص الشرعية، معتبرًا في الوقت نفسه بيعتهم باطلة، ولا يجوز الاستمرار فيها ولا الالتزام بها، ولا قيمة لها شرعًا.

وأكد الشثري حرمة التعاون معهم بأي نوع، مشيرًا إلى أن ذلك يعد خيانة لله ولرسوله والمؤمنين، ومشددًا على أن قتالهم من أوجب الواجبات الشرعية، وداعيًا إلى الإبلاغ عن أنصارهم في البلاد العربية.